التقارير الإخباريةمحلي

هل ترغب تركيا بتمدد مشروع هيئة تحرير الشام نحو الغصن والدرع؟… مركز أبحاث سوري يوضح

نشر مركز “تكوين الوعي للفكر المعاصر” الذي يديره الباحث والكاتب السوري ساجد تركماني، ورقة “تقدير موقف” بعنوان: “هل ترغب تركيا بتمدد مشروع هيئة تحرير الشام نحو الغصن والدرع؟”.

وقال المركز إن “هذا ما يتم ترويجه مؤخرًا من عدة أطراف، وهو ناجم عن قصور عميق في فهم السياسة التركية عمومًا وما يحصل في سوريا خصوصًا، إذ لا يمكن فهم تعقيدات ما حصل ويحصل دون فهم صراع الأجنحة والأجهزة داخل الدولة التركية نفسها”.

وأكد مركز تكوين الفكر أنه “بالمجمل ليس لتركيا مصلحة بالسماح بإدارة منطقتي درع الفرات وغصن الزيتون من خلال حكومة الجولاني”، مضيفًا: “قد يتم غض الطرف أحيانًا عن الجولاني كنوع من تحجيم فصائل أخرى، لكنه قطعًا ليس مشروعًا تركيًّا مقصودَ التطبيق لذاته أو مرغوبًا به”.

وتابع: “لقد كان ملحوظًا أنه حين تجاوز الجولاني الخطوط المسموحة له تم التدخل وإعادة التحجيم وإجباره على الانسحاب نحو مناطق سيطرته في إدلب، ومن المتوقع أن يكون هناك محاسبة لكل من أعانه وسهل له تجاوز الخطوط المسموح له بها، بسبب قراءته الخاطئة والرغبوية وغير المكتملة لموقف تركيا الحقيقي من الهيئة”، مشيرًا إلى أن “المقصود هنا موقف تركيا كدولة وليس كجناح أو جهة فيها”.

وأشار المركز إلى أن هناك “اختلافًا جذريًّا في التعاطي التركي بين منطقة إدلب وبين مناطق الدرع والغصن والنبع، فالأولى (إدلب) هي بالأساس كانت مناطق محررة من قبل التدخل التركي وهي مجرد امتداد للأمن القومي التركي وخاصرة رخوة لابد من تدعيمها بغض النظر عن الجهة التي تسيطر على هذه المنطقة وتركيا ليست معنية بالتدخل في إدارتها بقدر مايهمها استقرارها وسد الذرائع الروسية والإيرانية الراغبة باختراقها وصولًا للحدود التركية لتشكيل ضغط مباشر، والحفاظ على نقاط المراقبة التي أنشأتها بعد اتفاقات سوتشي وأستانا، بخلاف مناطق الشمال التي ترى تركيا أنها حررتها بنفسها وبدماء جنودها بالاشتراك مع فصائل الثورة”.

وأكد أنه “بالتالي شكل التعاطي مختلف تمامًا سواء من الناحية الجيوسياسية أو حتى الإدارية أو من ناحية العقيدة القتالية للجيش التركي كمؤسسة ولتركيا كلها كدولة”.

وأضاف المركز: “منطقة إدلب تم تحريرها من نظام الأسد المجرم، بخلاف الغصن والدرع الذي تم تحريرهما من عصابات الPKK الانفصالية والتي تعدها تركيا الخطر الأكبر على حدودها الجنوبية، فضلًا عن احتمال عودة هذه الميليشيات للتمدد غرب الفرات بدعم أمريكي وربما بمساعدة الهيئة نفسها، وغير مسموح حتى لنظام الأسد إعادة التمدد فيها، بخلاف إدلب التي يمكن تموضعه فيها مجددًا”.

وفي الختام، أكد مركز تكوين الوعي للفكر المعاصر في ورقة “تقدير الموقف” التي نشرها أنه “دون فهم كل تلك التشابكات والتعقيدات لا يمكن أبدًا بناء تصور صحيح حول حقيقة الموقف التركي من الداخل المحرر وتقسيماته الراهنة، ولا الجزم بصحة سردية أن تركيا راغبة بالسماح للهيئة التمدد شمالًا واستنساخ إدارتها ومؤسساتها فيه”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى