عبد الله الأسعد يكتب: السويداء فندت أكاذيب بشار بحماية الأقليات

السويداء هي الضوء الساطع من أعالي جبل العرب الذي كشف بنوره إدعاءات منظومة آل الأسد بأنه حامي الأقليات، بعد ان كشفه رجال الكرامة بأنه هو من قتل الشيخ أحمد الهجري وأغتال الشيخ وحيد البلعوس قائد حركة رجال الكرامة.
وبانت سوءته خلال الإحتجاجات الأخير بالتهديد المباشر على لسان رئيس جهاز المخابرات الجوية غسان إسماعيل، حيث قال فهد البلعوس إن رئيس إدارة المخابرات الجوية في سوريا غسان إسماعيل هدد الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز حكمت الهجري، بقتل وحرق أبناء محافظة السويداء في حال عدم توقف الإحتجاجات المناهضة لنظام الأسد، مشيراً إلى أن “مضافة الكرامة” تلقت اتصالاً مماثلاً.
في الحقيقة لم يكن هيجان بركان الاحتجاجات في السويداء وليد ساعته بل بدأ نتيجة تلاعب الاجهزة الأمنية من خلال خلايا الخطف في محافظتي السهل والجبل ، وعملائهم ،وتصرفات الشبيحة الصبيانية اثناء مسرحية حملة الانتخابات للوريث القاصر التي أرادوا من خلالها إضفاء الباس الموالاة لأهالي الجبل بأنهم هم غير معنيين بحركة رجال الكرامة التي قادها الشيخ وحيد البلعوس، ومبادرة منع الشباب من الإلتحاق بالتجنيد الألزامي تجنباً لمنع ارتكابهم مجازر بحق بقية ابناء المحافظات السورية، وأيضاَ بعد الإنتهاء التسويات عام 2018 وظهور اللواء الثامن على حدودها في منطقة بصرى الشام. الموالي للروس ارادوا بأن تشتعل فتنة بين خلايا تتبع للأمن العسكري واللواء الثامن كي تظهر بأن الحرب أصبحت بين الأهالي في السهل والجبل.
بعد أن أصبح نظام اسد يشعر بالهدوء والراحة بتحقيق التسويات ، قررالإنتقام من أهالي الجبل بسبب عدم إرسال المكلفين للخدمة الالزامية بالذهاب الى السوق الاجباري وبلغ تعداد المتخلفين حوالي الـــ100 الف مكلف
في البداية تماشي الحراك الشعبي في الجبل مع ثورة الشعب السوري وهذا ما أرعب الأجهزة الأمنية بالمنطقة الجنوبية فبدأ بإشعال الفتن بين المحافظتين من خلال عملائه ، لإحداث شرخاً في العلاقات الإجتماعية بين السهل والجبل . وقتل كل أعضاء لجان المصالحات بينهما.
جاءت إثارة الفتن والتحريض الأمني من قبل الفروع الأمنية بالجنوب السوري خوفاً من وحدة السهل والجبل ومن الصوت الصادح الصادر من الجبل ومن السهل وألفه الناس وتوحيد الكلمة و صوت الوطنيون الشرفاء لأن القضية لدى كل السوريين تتمثل في إقتلاع جذور حكم الأسد العفنة من أجل أن بناء سوريا الوطن الذي يتسع للجميع .
كان إنزعاج نظام أسد من اهالي الجبل منذ إنطلاقة الثورة السورية المباركة في عام 2011 عندما قام الشيخ وحيد البلعوس ، بجمع شباب السويداء والأهالي ومنع الاهالي من ارسال اولادهم الى الجندية الاجبارية و تشكيل حركة رجال الكرامة التي إلتف حولها شباب السويداء وقام الأمن العسكري باغتياله لاحقاً.
لقد شكل الامن العسكري والجوي مجموعات من شباب السويداء على هيئة شبيحة تابعين للأمن العسكري وحزب الله للتشبيح عل المواطنيين وشكل مجموعات تهريب المخدرات من خلال قرب السويداء من الحدود الاردنية.
– جند الأمن العسكري مجموعة شباب من السويداء من عائلات معروفة كــ عائلة فلحوط وشلغين وغيرها مهمتها الخطف والقتل واخذ الاتاوات والفديات، والتعدي على المدنيين من أهالي الجبل متخذاً مبد أفرق تسد لكن الأهالي كانوا لهم بالمرصاد فاقتحموا مقرتهم عسكري
وتخلصوا منهم وكان على راسهم عميل الامن العسكري راجي فلحوط .
-إن ما حدث يوم أمس الاحد 05/12/2022 – نتيجة سوء الوضع المعيشي والإهمال “الحكومي”، انتفض أهالي السويداء مطالبين مباشرة بإسقاط النظام. نتيجة الضغط الكبير على أهالي السويداء وتقليل كمية المخصصات من الوقود والطحين والغاز المقصودة من المواد التموينية الاساسية بالإضافة لاستفزازات الشبيحة للمواطنين وجعل أبنائهم تجار مخدرات وعبيد لدى الشبيحة وضياعهم، فخرج المئات من أبناء المحافظة للتنديد بالأحوال الاقتصادية وارتفاع الأسعار في البلاد. فأقتحم المتظاهرين الغاضبين مبنى “السرايا”، حيث مزّق المتظاهرون صور بشار الأسد زعيم عصابات الشبيحة ، وأحرقوا مصفحة لقوات النظام بمحيط مبنى “السرايا” الحكومي بعد اقتحامه.و أشعل المحتجون الإطارات على طريق دمشق- السويداء، بالقرب من قرية حزم.
-كما دخل المتظاهرون إلى مبنى المحافظة، حيث لم يكن المحافظ موجودًا، دخل المحتجون المبنى وحطموا بعض الأثاث وصور رئيس النظام.
المحتجون جميعهم من المدنيين الذي قام عناصر الأمن بإطلاق النار عليهم بشكل عشوائي”. فقُتل على الفور الشاب “مراد المتيني “في مظاهرات مدينة السويداء بعد إطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين من قبل شبيحة الأسد، مقتحمي مبنى “السرايا”، ما أدى إلى إصابة نحو خمسة أشخاص بعضهم بحالة خطرة.
وشوهد المتظاهرون وهم يهربون للاحتماء من وابل الرصاص الذي أطلقته أجهزة النظام الأمنية، في حين ظهر آخرون وهم يحاولون جرَّ مَن أصيبوا بإطلاق النار لإسعافهم.
– وزارة الداخلية في حكومة النظام السوري أصدرت بياناً، يوم أمس الأحد، وصفت فيه المتظاهرين في السويداء بـ “الخارجين عن القانون”، واتهمت بعضهم بحمل الأسلحة وإطلاق النيران.
لن تتغير عقلية النظام الأمني الأسدي كما فعل في درعا بإدخال صناديق الذخيرة للجامع العمري واتهم المدنيين باستخدام السلاح فعلها ايضاً من خلال ماجاء جاء في بيان الوزارة اليوم بأن المتظاهرين مجموعة من الأشخاص الخارجين عن القانون، وبعضهم يحمل أسلحة فردية، أقدموا على قطع الطريق بالإطارات المشتعلة بجانب دوار المشنقة في محافظة السويداء”.
واتهمهم باطلاق العيارات النارية بشكل عشوائي، ليجرمهم بمقتل عنصر من الشرطة وعدد من المواطنين الموجودين في المكان ودخول المبنى “بقوة السلاح”، وتخريب ” الأثاث والمكاتب، و”سرقة” محتويات المبنى، و”أضرام” النار بالمبنى وبالسيارات المحيطة به،
واتهمتهم بقتل عنصر من قوات النظام من مبنى قيادة الشرطة، إثر محاولتهم اقتحام المبنى و”تصدي” العنصر لهم.
لكن حبل الكذب كان أقصر مما نتصور حين ذكرت الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون أن العنصر قُتل على يد “قناص”، في أثناء تصديه لـ”الخارجين عن القانون”.
-كالعادة يتهم المتظاهرون أتهم نظام الأسد المتظاهرين في مدينة السويداء بحمل السلاح وإطلاق النار وتخريب المنشآت العامة معتمداً على مشايخ السلطة وشيوخ عقل السلطة التابعين للأمن العسكري ومنهم الشيخ يوسف جربوع اتّهم شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز يوسف جربوع الذي نَعت مُهاجمي مبنى المحافظة بالعمالة لجهات خارجية وأنّهم استغلوا غضب أهالي السويداء نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة مُدّعياً أنّ “جهات خارجية استغلت الشباب غير الواعي في السويداء وقاموا باستثمارهم لتحقيق أجندات ومصالح سياسية خارجية.
مقال رأي بقلم العميد عبد الله الأسعد
الأفكار الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي داماس بوست.