مقالات الرأي

زين يوسف يكتب في “داماس بوست”: بالتزامن مع نية تركيا شن عملية عسكرية في سورية… اختتام الجولة الـ19 لاجتماع أستانة بشأن سورية.

 

عقدت الدول الضامنة للملف السوري الاجتماع الدولي التاسع عشر بصيغة أستانة حول سورية، في العاصمة الكازاخستانية “أستانة” في حين تشهد مناطق شمال شرق سورية تصعيد عسكري وتصريحات سياسية تفيد بنية تركيا شن عملية عسكرية جديدة داخل الأراضي السورية.

وجاء في البيان الختامي للدول الضامنة لاجتماع استانة (تركيا – روسيا – إيران), التأكيد على وحدة وسلامة واستقلالية الأراضي السورية ومحاربة المشاريع الإرهابية والانفصالية والتي تهدف إلى تقسيم سورية وتشكل الخطر على دول الجوار في إشارة إلى تركيا.

وأضاف البيان الختامي, تعهد الدول الضامنة في تنفيذ اتفاقاتها السابقة فيما يخص خفض التصعيد في شمال وشرق سورية والعمل على تحسين الوضع الإنساني وبذل جهود أكبر لضمان تطبيع وقف مستدام للعمليات العسكرية.

فيما أدان البيان الختامي, الهجمات الجوية الإسرائيلية على سورية والتي تستهدف البنية التحتية والمرافق المدنية ومخالفتها للقانون الدولي.

تصعيد عسكري

وتشهد مناطق شمال شرق سورية تصعيد عسكري غير مسبوق بين الجيش التركي وحليفه الجيش الوطني السوري من جهة وميليشيات (قسد) من جهة أخرى.

حيث أطلق الجيش التركي عملية “المخلب السيف” استهدف فيها مواقع وعناصر “قسد” شمال وشرق سورية.

فيما شنت الطائرات الحربية التركية غارات جوية على مواقع “قسد” في كل من بلدات ومدن “منغ وعين العرب (كوباني) وتل رفعت وعين عيس وتل تمر شمال شرق سورية.

كما استهدفت القوات التركية والجيش الوطني السوري المدعوم تركيا مواقع ميليشيات “قسد” بقذائف المدفعية والصاروخية شمال شرق سورية في تصعيد عسكري ملحوظ.

وأفادت مصادر محلية شرق سورية, أن طائرات مسيرة تركية استهدفت للمرة الأولى مقر أقامة “مظلوم عبدي” القائد العسكري لميليشيا “قسد” ومقر القوات الخاصة بالقرب من القاعدة العسكرية الأمريكية بمحطة دجلة للنفط في منطقة القحطانية شمال شرق الحسكة.

“قسد” تستهدف الأراضي التركية

وأفادت مصادر تركية, أن “قسد” استهدفت في 20 من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الجانب التركي من معبر باب السلامة الحدودي مع سورية مما أدى إلى إصابة 8 من عناصر الشرطة التركية من بينهم ضباط بحسب وزارة الداخلية التركية

فيما استهدفت “قسد” بالقذائف الصاروخية الأراضي التركية بمنطقة قرقميش التابعة لولاية غازي عنتاب التركية مما أدى إلى مقتل مدنين اثنين وجرح 6 آخرين .

في سياق متصل, استهدفت (قسد), أمس الثلاثاء 22 تشرين الثاني/نوفمبر مدينة أعزاز شمال حلب بالقذائف الصاروخية مما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى في صفوف المدنيين.

وبحسب مصادر طبية محلية, أدى القصف الصاروخي على مدينة أعزاز شمال حلب, إلى مقتل 5 مدنيين بينهم طفل وإصابة 5 مدنيين آخرين بجروح متفاوتة ودمار في منازل المدنيين العزل.

تصريحات سياسية

وجراء التصعيد العسكري الملحوظ في شمال شرق سورية قال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي, أن الولايات المتحدة الأمريكية تدعم تركيا بمواجهة أي تهديد إرهابي لجنوبها بشكل شرعي ولها الحق في الدفاع عن نفسها.

وطالبت الخارجية الأمريكية أنقرة بعدم القيام بعملية عسكرية في سوريا ودعت فيما وصفتهم بشركاءنا لعدم التصعيد في إشارة إلى “قسد”.

وفي السياق أتت التصريحات الروسية على لسان مجلس الشيوخ الروسي الكرملين, بتفهم واحترام هواجس تركيا بشأن ضمان أمنها و حقها القانوني بالدفاع عن نفسها.

كما دعت روسيا, الأطراف كافة للابتعاد عن الخطوات المزعزعة للاستقرار في جميع أنحاء سورية وضبط النفس.

وقالت الخارجية الروسية, بإنها تأمل في تقارب سوري تركي لحل الخلافات وتجنب التصعيد.

فيما لم تعلق إيران والتي تعتبر من الدول الضامنة في سورية على التصعيد العسكري الأخير شمال شرق سورية.

الصمت الإيراني على مايجري من تصعيد عسكري شمال شرق سورية ونية تركيا شن عملية عسكرية قابله صمت من قبل نظام الأسد حول الأحداث الجارية شرق البلاد.

ويرى خبراء, أن الصمت الذي يلتزمه نظام الأسد من الأحداث الجارية شمال وشرق سورية يأتي في وقت يجري الحديث فيه عن تقارب بين حكومتي أنقرة ودمشق وسعي حكومة دمشق إلى تخفيض لهجتها الهجومية ضد تركيا في المرحلة القادمة.

تركيا تعتزم شن عملية عسكرية في سورية

رغم الدعوات الدولية إلى تركيا, والتي تدعوها إلى ضبط النفس وعدم التصعيد العسكري في سورية, تأتي تصريحات المسؤولين الاتراك للترجم نية تركيا عزمها بشن عملية عسكرية برية واسعة ضد تنظيم “ypg” الجناح الكردي لقوات سورية الديمقراطية “قسد” والمصنف على قوائم الإرهاب التركية.

حيث جاءت التصريحات التركية على لسان رئيس الجمهورية التركية, رجب طيب أردوغان حول عزم بلاده شن عملية عسكرية واسعة داخل سورية لاجتثاث الإرهاب القادم من هنالك على حد وصفه.

وحدد الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” المناطق التي ستشملها العملية العسكرية المرتقبة شمال سورية، مؤكدًا أنه سيتم العثور على جميع المتورطين في تفجير شارع الاستقلال في إسطنبول ومحاسبتهم.

جاء ذلك في كلمة للرئيس التركي أمام نواب حزب العدالة والتنمية الحاكم في البرلمان، الأربعاء 23 تشرين الثاني/نوفمبر، أشار خلالها إلى احتمال شن هجوم بري ضد ميليشيا “قسد” شمالي سوريا، بعد تصاعد الهجمات الانتقامية على طول الحدود السورية في الأيام الأخيرة.

وقال الرئيس التركي إن أنقرة ستهاجم كل المناطق التي يقطنها المسلحون داخل تركيا وخارجها.

وأضاف أردوغان قائلا: “تركيا قادرة على ضبط الإرهابيين الضالعين في هجمات على بلادنا وشعبنا ومعاقبتهم داخل حدود تركيا وخارجها”.

وشدد الرئيس أردوغان على أن العمليات الجوية في شمال سوريا ليست سوى البداية، مضيفاً “سننقض على الإرهابيين براً أيضاً في الوقت الذي نراه مناسباً”، معتبراً أن “لتركيا الحق في حل مشاكلها الخاصة في شمال سوريا”.

وحدد الرئيس التركي المناطق التي ستبدأ بها عملية “التطهير”، وقال “سنطهر المنطقة ابتداء من تل رفعت ومنبج وعين العرب”، وأكد أن الأنفاق الإسمنتية التي يختبئ فيها الإرهابيون ستكون مقابر لهم.

وأضاف: “سيتم العثور على جميع المتورطين في تفجير شارع الاستقلال في اسطنبول ومحاسبتهم.. تركيا لن تصمت إزاء الهجمات وتعرف الجهات التي تدعم الجماعات الإرهابية”.

وأشار أردوغان أن لتركيا لها الحق في التعامل مع مشاكلها الخاصة في شمالي سورية، لافتاً أن الأحداث أظهرت أن القوى التي أعطت ضمانات بعدم استهداف تركيا من مناطق سيطرتها لم تف بوعودها.

وأوضح أن الخطوات التي ستقوم بها أنقرة ستضمن وحدة وأمن أراضي سورية، مبيناً أن الهدف الوحيد لهذه الخطوات للأتراك والأشقاء الموجودين في محيط تركيا.

وتأتي تصريحات الرئيس أردوغان في الوقت الذي تواصل فيه القوات التركية عملية جوية كبيرة تستهدف مواقع ميليشيات “قسد” شمال شرق سورية.

وسبق وأن أطلقت تركيا ثلاث عمليات عسكرية في سورية ( درع الفرات – غصن الزيتون – نبع السلام) لمحاربة التنظيمات الإرهابية على حدودها الجنوبية مع سورية.

حيث أطلق الجيش التركي وبالتعاون مع الجيش الوطني السوري, في 24 من شهر آب/أغسطس, عملية عسكرية ضد تنظيم الدولة (داعش) انتهت بالقضاء على التنظيم وتحرير مساحة وقدرها (2000) كيلو متر مربع من مدينتي الباب وجرابلس شرقا حتى مدينة أعزاز شمال حلب, وتأمين الشريط الحدوي التركي مع سورية في المنطقة.

كما أطلقت القوات التركية بالتعاون مع الجيش الوطني السوري عملية عسكرية تحت مسمى (غصن الزيتون) في 20 من شهر آذار/يناير 2018, قضت بتحرير مدينة عفرين والقرى والبلدات المجاورة لها على الحدود السورية التركية من تنظيم “ypg” المصنف إرهابيا على القوائم التركية.

وكانت آخر عمليات الجيش التركي بالاشتراك مع الجيش للوطني السوري, عملية (نبع السلام) والتي توقفت جراء ضغوط أمريكية بعد انطلاقها بتاريخ 9 من شهر تشرين الأول/ أكتوبر عام 2019, حيث تمكنت القوات التركية من طرد تنظيم “ypg” من حدودها الجنوبية مع سورية بعيد سيطرتها على مدينتي رأس العين وتل أبيض شرق سورية.

-الأفكار الواردة في المقال لاتعبر بالضرورة عن رأي الوكالة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى